لماذا الامارات على القائمة الحمراء

بقلم سامي الريامي 

من اللافت والغريب أنّ هناك دولاً تضع دولة الإمارات ضمن القائمة الحمراء في انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وبموجب ذلك فإنه يتحتم على المسافرين من الإمارات الراغبين في دخول تلك الدول الالتزام بحجر إلزامي لمدة تراوح بين أسبوع وأسبوعين وفقاً لقوانين تلك الدول، والغرابة تكمن في أن الوضع الصحي العام، والإجراءات والسياسات الخاصة بمكافحة «كورونا» في الإمارات هي أفضل بمئات المراحل من بعض الدول التي تصنف الإمارات على أنها من القائمة الحمراء، إضافة إلى وجود تناقض في وضع دول في القوائم الخضراء والصفراء، وهي لا تقارن أساساً بما تفعله وقدمته الإمارات لمكافحة الفيروس!

بدايةً يجب أن نعرف أنه لا توجد قائمة ولا معايير عالمية معتمدة من منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة دولية معروفة للدول الحمراء والخضراء والصفراء، فهذه القوائم لا تضعها منظمات أو هيئات، بل هي قوائم تضعها كل دولة حسب رؤيتها الخاصة، وهي في الغالب تعتمد على عنصرين: الأول هو عدد الإصابات والوفيات اليومية مقارنة بعدد السكان، والثاني هو عنصر غريب فعلاً ولا يعتمد على أي أسلوب علمي أو قانوني أو صحي، وهو المعاملة بالمثل، فطالما وضعتني في القائمة الحمراء، سأردّ عليك بوضعك في القائمة ذاتها!

وإذا عدنا إلى العنصر الأول، وهو الغالب لدى معظم دول العالم، فإن القوائم الحمراء والخضراء للدول تحدّد بناء على عدد الإصابات اليومية مقارنة بعدد السكان، بالإضافة إلى رؤية كل دولة وإجراءاتها الخاصة في استقبال القادمين من دول العالم المختلفة، لذلك فإن بعض الدول ترى أن تسجيل ما يقارب 2000 حالة يومية في الإمارات عدد كبير مقارنة بعدد السكان!

إلا أننا في الإمارات نرى أن هذا العدد طبيعي جداً، وغير مؤثر في الحياة، أو في الإمكانات الصحية المتوافرة، خصوصاً أننا في الإمارات نعيش حياة شبه طبيعية للغاية، والحكومة قرّرت هنا اختيار عودة الانفتاح الاقتصادي والعمل بشكل مكثف على تشديد الإجراءات الاحترازية بدلاً من إيقاف مظاهر الحياة كافة، بالإضافة إلى ذلك فالإمارات، وبشهادة منظمات وهيئات دولية، هي واحدة من أفضل دول العالم في مواجهة الجائحة وأكثرها إجراء للفحص الاستباقي (PCR) للكشف عن الفيروس، هذا بالإضافة إلى توفير اللقاح مجاناً لجميع المواطنين والمقيمين، وتخطي نسبة الحاصلين في المجتمع على التطعيم 72%، ما جعل من النموذج الإماراتي في مواجهة الجائحة نموذجاً عالمياً يحتذى به.

الإمارات تنتهج منذ بداية أزمة «كورونا» نهج الشفافية، وتسير بخطوات جادة ومهمة لمكافحة الفيروس، ولذلك وصلت نسبة الفحوص المسبقة اليومية إلى أعلى معدل عالمي، ولم تتعدها أي دولة أخرى في ذلك، في حين أن بقية الدول لا تلتزم بالفحوص، وتالياً فإن أرقام المصابين لديها يظل محدوداً، وهذا لا يعني بالضرورة أنها ناجحة في مكافحة الفيروس، وأنه غير منتشر فيها، بل يعني أنه موجود، ولكن لم يُكتشف بعد!

ما يهمنا نحن المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، أننا على يقين تام بنجاح حكومتنا في مواجهة هذا الفيروس، ونحن هنا نعيش حياتنا بأريحية ودون ضغوط، ونحن هنا نلتزم بكل قرارات وسياسات الدولة المتعلقة بـ«كورونا»، ولا يهمنا كثيراً رأي بعض الدول وإجراءاتها، ومعظم مواطني الإمارات والمقيمين فيها لا يرغبون في مغادرة الدولة، ليس لأننا في القائمة الحمراء لبعض الدول، بل لأننا نثق بأننا هنا في الإمارات نحظى بأمن وأمان ورعاية لا نجدها في أي دولة أخرى إن سافرنا إليها!