عواصم | وكالات
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، إن ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عبّر عن مواقف متزنة، وأفكار عميقة، ورؤى حكيمة، وطموح بحجم المملكة وقدراتها وتاريخها وموقعها في المنطقة والعالم، وذلك بعد أن وجه ولي العهد السعودي رسائل مهمة، أول من أمس، رسم من خلالها خارطة طريق لتحقيق استقرار وسلام المنطقة من دون تنازل عن الثوابت، وأكد الاقتراب من تحقيق مجموعة أهداف رؤية المملكة 2030.
وتفصيلاً، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على «تويتر»، «الحديث التلفزيوني لأخي الأمير محمد بن سلمان. عبر عن مواقف متزنة، وأفكار عميقة، ورؤى حكيمة، وطموح بحجم المملكة وقدراتها وتاريخها وموقعها في المنطقة والعالم. وقيادة تعرف طريقها جيداً نحو المستقبل المشرق للسعودية وشعبها، بإذن الله».
وختم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالقول: «أسأل الله تعالى له التوفيق والنجاح».
وكان ولي العهد السعودي تناول أبرز ما حققته برامج ومشروعات رؤية المملكة 2030 خلال الأعوام الخمسة الماضية، وذلك في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي وأهم شبكات التلفزة العربية.
وأكد ولي العهد السعودي أن النفط خدم المملكة العربية السعودية بشكل كبير جداً، مشيراً إلى أن المملكة كانت دولة قائمة قبل النفط.
وأضاف أنه مع مرور الزمن زاد حجم إنتاج النفط بشكل طفيف جداً، لكن حجم النمو السكاني ازداد بشكل ضخم للغاية من مليون ومليونين وثلاثة ملايين إلى 20 مليون مواطن سعودي، فأصبح النفط يغطي الاحتياجات وطريقة الحياة التي تعودنا عليها من الستينات والسبعينات.
وتابع يقول «لو تم الاستمرار على الحال نفسها مع نمو عدد السكان سيؤثر ذلك بعد 20 سنة أو 10 سنوات على مستوى جودة الحياة التي عشناها مدة 50 عاماً».
وأكد محمد بن سلمان رغبة المملكة في المحافظة على نفس مستوى جودة الحياة وأفضل مع مرور الزمن والاستمرار في النمو.
وعلى صعيد العلاقة مع إدارة الرئيس الأميركي بايدن، وضع ولي العهد السعودي النقاط على الحروف حول حقيقة ما إذا كانت هناك تباينات بين المملكة وإدارة بايدن، وقطع الطريق أمام المتصيدين الذين يزعمون أن إدارة بايدن أدارت ظهرها للسعودية، مؤكداً أن «الولايات المتحدة شريك استراتيجي للمملكة منذ أكثر من 80 عاماً، وهناك توافق سعودي مع إدارة الرئيس بايدن بنسبة 90% من الأفكار».
وتابع أنه «مع أي إدارة أميركية قد يزيد هامش الخلاف أو يقل، ولكن مع إدارة الرئيس جو بايدن هناك أقل 10% من الخلافات نعمل على تقليلها وحلها»، مشيراً إلى أن هذا هامش اختلاف طبيعي، وليس هناك أي اتفاق 100% بين الدول.
على صعيد الثوابت، أكد ولي العهد السعودي أن «المملكة لن تقبل أيّ ضغط بالتدخل في شأنها الداخلي»، موضحاً أن فلسفة سياستها الخارجية قائمة على تحقيق مصالح المملكة وحفظ أمنها، والمملكة تعمل على تعزيز مصالحها وتتفادى نقاط الاختلاف.
وحول ملف العلاقات مع إيران، قدّم محمد بن سلمان رسائل إيجابية عديدة، أقام من خلالها جسوراً لتحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقة، ورهن ذلك بتغيير إيران سلوكياتها السلبية.
وأوضح أن «إيران دولة جارة وكل ما نطمح إليه أن تكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران، لا نريد وضع إيران أن يكون صعباً، بالعكس».
وأضاف: «لدينا مصلحة في استقرار إيران، ولكن الإشكالية في التصرفات السلبية لطهران في برنامجها النووي، وبرنامج صواريخها الباليستية، ودعمها لميليشيات خارجية».
وبين أن المملكة «تعمل لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات، وأن تكون العلاقة طيبة وقوية وفيها منفعة للجميع».
وفي ما يتعلق بأزمة اليمن، أعاد محمد بن سلمان التأكيد على أن مبادرة السلام التي طرحتها المملكة مازالت قائمة، داعياً الحوثيين إلى وقف إطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات.
وأوضح أن أزمة اليمن ليست أول أزمة تمر بين المملكة واليمن، إذ سبقتها أزمات عدة كان آخرها عند توسع الحوثي عام 2014 حتى وصل إلى صنعاء في 2015، وهو ما وصفه بالأمر «غير القانوني في اليمن أو أي دولة أخرى».
وأضاف: «ليست هناك دولة في العالم تقبل بوجود ميليشيا على حدودها، هذا غير مقبول للسعودية، وغير مقبول لدول المنطقة، وأيضاً غير مقبول للشرعية في اليمن».
وتابع: «نتمنّى أن يجلس الحوثي على طاولة المفاوضات مع جميع الأقطاب اليمنية للوصول إلى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن، وتضمن مصالح دول المنطقة».
وحول علاقة جماعة الحوثي بإيران، قال ولي العهد السعودي: «أعتقد أن الحوثي له علاقة قوية بالنظام الإيراني، لكن الحوثي في الأخير يمني ولديه نزعة عروبية، أتمنى يراعي مصالحه ومصالح وطنه قبل أي شيء آخر».
على الصعيد الأمني، قال محمد بن سلمان، إن بلاده كانت هدفاً رئيساً للمشاريع المتطرفة والإرهابية خلال الأعوام الماضية.
وبين أن نجاح المملكة في استئصال الفكر المتطرف أسهم في تحقيق التنمية في المملكة، واستقطاب الاستثمارات، وإظهار مبادئ الدين السمحة، وهؤلاء المتطرفون لا يمثلون ديننا الحنيف.
المملكة في محادثات لبيع 1% من «أرامكو» إلى مستثمر أجنبي
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في تعليقات أذيعت تلفزيونياً، أول من أمس، إن المملكة في مناقشات لبيع حصة 1% في شركة النفط المملوكة للدولة «أرامكو» السعودية إلى شركة عالمية للطاقة.
وأضاف الأمير محمد أن «أرامكو»، أكبر شركة نفطية في العالم والتي تم إدراجها في البورصة السعودية في 2019، قد تبيع المزيد من الأسهم إلى مستثمرين دوليين خلال العام أو العامين المقبلين. وقال دون أن يذكر تفاصيل، إن محادثات تجري الآن للاستحواذ على حصة 1% بواسطة شركة عالمية رائدة للطاقة في اتفاق مهم سيعزز مبيعات «أرامكو» في دولة رئيسة. وأضاف في مقابلة بثها التلفزيون السعودي بمناسبة الذكرى السنوية لرؤية 2030، أن محادثات تجري مع دول أخرى لحصص مختلفة، وأن جزءاً من أسهم «أرامكو» قد يجري تحويلها إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وإدراج جزء في البورصة السعودية