أكد الخبير الإعلامي عميد كلية الإعلام في جامعة عجمان، الدكتور حسام علي سلامة، انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة بسرعة شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن تكرار المعلومة الزائفة يجعلها تبدو حقيقية.
وعزا ذلك إلى أن معظم الناس لا يتحققون من صحة ما يتلقونه من معلومات، ولا يبذلون أدنى جهد للتأكد من صحة المصدر، بل يبادرون إلى مشاركة الخبر أو المعلومة، لإثارة اهتمام الآخرين، والاستحواذ على إعجابهم.
جاء ذلك خلال جلسة افتراضية من بين جلستين عقدهما نادي الموارد البشرية، التابع للهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أخيراً، لمنتسبي النادي من داخل الدولة وخارجها، شهدتا حضوراً غير مسبوق بلغ 11 ألفاً و500 متابع.
وعقد النادي الجلستين باستخدام تقنيات البث المباشر، وتابع الأولى التي ناقشت «كيفية إدارة تنوع الأجيال في مكان العمل، والاستفادة من هذا التنوع كميزة تنافسية» ما يزيد على 7500 منتسب، فيما تابع الجلسة الثانية التي تناولت قضية «الأخبار الزائفة، وطرق كشفها، وأهمية وسبل توعية الجمهور بها، لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية والطارئة»، نحو 4000 منتسب.
واستضاف النادي في الجلسة الأولى عضو هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال في جامعة عجمان، الدكتورة ماريا جاد كاتان، التي ناقشت العديد من الموضوعات والقضايا، مثل «بناء علاقات الثقة والاحترام في أماكن العمل، وتحديد أبرز ملامح الاختلاف المحتملة بين الأجيال في مكان العمل، وكيفية وإدارة بنية تنوع الأجيال في المؤسسات، واستثمارها كميزة تنافسية».
وبدأت كاتان حديثها بالتطرق إلى أهمية العنصر البشري في المؤسسات، وأساليب تطوير قدرات الموظفين، وطرق جذب أصحاب المواهب والكفاءات للعمل، مشيرة إلى أن «الأيدي العاملة الموهوبة تسهم في دعم اقتصادات دول العالم إلى حد كبير».
وذكرت أن طبيعة القوى العاملة في المؤسسات تختلف حالياً عما كانت عليه في السابق، حيث تجد أن معظم المؤسسات لديها قوى عاملة من مختلف الأجيال والفئات العمرية، مضيفة أن نجاح المؤسسات واستمرارها في المنافسة مرهون بقدرتها على إدارة هذا التنوع، وخلق توافق وتناغم وانسجام بين الأجيال، لاسيما في ظل التحولات الرقمية المهولة، التي ألقت بظلالها وتداعياتها على بيئة العمل.
كما تطرقت المحاضرة للحديث حول أهمية نقل المعرفة والخبرات بين أجيال القوى العاملة، باعتبار أن هذه الخبرات والمعارف جزء لا يتجزأ من رصيد المؤسسة وإرثها الأصيل، مشددة على ضرورة وجود ثقة واحترام متبادلين بين الموظفين من مختلف الفئات العمرية، حتى تتم عملية نقل الخبرات والمعارف إلى الأجيال الشابة والموظفين الجدد في المؤسسة بسلاسة.
وقالت: «أظهرت دراسة أعدتها جمعية إدارة الموارد البشرية في العام 2017 أن أماكن العمل على مستوى العالم تشهد تحولات كبيرة، بسبب التطورات التكنولوجية المتسارعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى وجود خمسة أجيال من القوى العاملة في مكان العمل الواحد، وهو الأمر الذي يفرض على المؤسسات ضرورة تحديد الاحتياجات المختلفة للأجيال كافة، والعمل على تلبيتها وتعديل أدوات وأساليب إدارة وتقييم أداء الموظفين، وتطبيق نظم عمل مرنة من حيث الوقت والمكان».
وأضافت: «ينبغي على المؤسسات تعديل قوانين وسياسات وتشريعات الموارد البشرية الخاصة بها، بما يتلاءم مع احتياجات الأجيال المختلفة وتحسين الاشتراطات الصحية في بيئة العمل، وتبني نظام التدوير الوظيفي على نطاق أوسع، إضافة إلى توفير فرص التدريب والتطوير الوظيفي للموظفين والقيادات على حد سواء».
واستضاف النادي في جلسته الثانية، الخبير الإعلامي، عميد كلية الإعلام في جامعة عجمان، الدكتور حسام علي سلامة، الذي تحدث عن دور أفراد المجتمع في الحد من انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة أو غير الحقيقية، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تسريع وتيرة وكثرة انتشار الأخبار والمعلومات المغلوطة، إضافة إلى دور الحكومات وتوجهاتها في الحد من الشائعات والأخبار المزيفة، ومدى تأثير الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم، أو الأزمات التي قد تمر بها بعض الدول، مثل الصراعات والحروب، في تمرير الإشاعات والأخبار الكاذبة.
وأوضح المحاضر أن الشائعات والأخبار الكاذبة ليست أمراً جديداً، فهي موجودة منذ زمن بعيد، لكن الأمر المستجد حالياً هو مدى سرعة وسهولة مشاركة المعلومات على نطاق واسع، سواء كانت معلومات صحيحة أو خاطئة، لافتاً إلى أنه بات بمقدور أي شخص من خلال منصات التواصل الاجتماعي العديدة أن ينشر قصصه ويشاركها مع العالم.
وأكد سلامة وجود أسباب وعوامل عدة تساعد على انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة بسرعة، أهمها أن معظم الناس لا يتحققون من صحة ما يصلهم من معلومات، ولا يبذلون أدنى جهد للتأكد من مصدرها، بل يبادرون بمشاركتها على الفور، الأمر الذي يؤدي إلى انتشارها كالنار في الهشيم، مستدلاً على ذلك بدراسة حديثة أجراها معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا الأميركي، خلصت نتائجها إلى أن الأخبار الكاذبة والشائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أسرع بكثير من الأخبار الحقيقية.
وعزا سلامة هذه النتائج إلى قدرة هذا النوع من الأخبار الكاذبة أو المضللة على خلق مشاعر خوف أو اندهاش كبيرة، ما يزيد إقبال الناس على قراءتها ومشاركتها مع الآخرين، لحصد إعجاباتهم، لافتاً إلى أن كثيرا من الأشخاص يقرؤون الأخبار المزيفة ويشاركونها لأنهم يميلون إلى تصديق المعلومات التي تؤكد قناعاتهم المسبقة، وتتوافق معها، ولأن تكرار المعلومة يجعلها تبدو أكثر واقعية وصدقية، داعياً أفراد المجتمع إلى التحلي بالوعي والحكمة والمسؤولية عند التعامل مع مختلف أنواع الأخبار.